سفارش تبلیغ
صبا ویژن

مهدیّ الامم

بحارالانوار      ج‏17      254      باب 2 جوامع م ...

 فَقَدْ غَابَ مَهْدِیُّ آلِ مُحَمَّدٍ وَ سَیَظْهَرُ أَمْرُهُ کَمَا ظَهَرَ أَمْرُهُ وَ أَکْثَرُ مَا ذَکَرْنَاهُ یَجْرِی مَجْرَى الْمُعْجِزَاتِ وَ فِیهَا مَا هُوَ مُعْجِزَةٌ وَ إِنْ قَلَّبَ اللَّهُ لِمُوسَى ع الْعَصَا حَیَّةً فَمُحَمَّدٌ ص دَفَعَ إِلَى عُکَّاشَةَ بْنِ مُحْصَنٍ یَوْمَ بَدْرٍ لَمَّا انْقَطَعَ سَیْفُهُ قِطْعَةَ حَطَبٍ فَتَحَوَّلَ سَیْفاً فِی یَدِهِ وَ دَعَا الشَّجَرَةَ فَأَقْبَلَتْ نَحْوَهُ تَخُدُّ الْأَرْضَ وَ إِنْ کَانَ مُوسَى ع ضَرَبَ الْأَرْضَ بِعَصَاهُ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَیْناً فَمُحَمَّدٌ ص کَانَ یَنْفَجِرُ الْمَاءُ مِنْ بَیْنِ أَصَابِعِهِ وَ انْفِجَارُ الْمَاءِ مِنَ اللَّحْمِ وَ الدَّمِ أَعْجَبُ مِنْ خُرُوجِهِ مِنَ الْحَجَرِ لِأَنَّ ذَلِکَ مُعْتَادٌ وَ قَدْ أَخْرَجَ أَوْصِیَاؤُهُ مِنَ الْجُبِّ الَّذِی لَا مَاءَ فِیهِ الْمَاءَ إِلَى رَأْسِهِ حَتَّى شَرِبَ النَّاسُ مِنْهُ وَ قَالَ إِنَّ الْمَهْدِیَّ مِنْ وُلْدِهِ یَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِکَ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ مَکَّةَ إِلَى الْکُوفَةِ وَ إِنْ ضَرَبَ مُوسَى بِعَصَاهُ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَکَانَ آیَةُ مُحَمَّدٍ ص لَمَّا خَرَجَ إِلَى خَیْبَرَ إِذَا هُوَ بِوَادٍ یَشْخَبُ فَقَدَّرُوهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ قَامَةً وَ الْعَدُوُّ مِنْ وَرَائِهِمْ قَالَ النَّاسُ إِنَّا لَمُدْرَکُونَ قَالَ کَلَّا فَدَعَا فَعَبَرَتِ الْإِبِلُ وَ الْخَیْلُ عَلَى الْمَاءِ لَا تَنْدَى حَوَافِرُهَا وَ أَخْفَافُهَا وَ لَمَّا عَبَرَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِیکَرِبَ بِعَسْکَرِ الْإِسْلَامِ فِی الْبَحْرِ بِالْمَدَائِنِ کَانَ کَذَلِکَ وَ إِنْ مُوسَى ع قَدْ أَتَى فِرْعَوْنَ بِأَلْوَانِ الْعَذَابِ مِنَ الْجَرَادِ وَ الْقُمَّلِ وَ الضَّفَادِعِ وَ الدَّمِ فَرَسُولُنَا قَدْ أَتَى بِالدُّخَانِ عَلَى الْمُشْرِکِینَ وَ هُوَ مَا ذَکَرَهُ اللَّهُ فِی قَوْلِهِ یَوْمَ تَأْتِی السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِینٍ وَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى الْفَرَاعِنَةِ یَوْمَ بَدْرٍ وَ مَا أَنْزَلَ عَلَى الْمُسْتَهْزِءِینَ بِعُقُوبَاتٍ تَسْتَأْصِلُ فِی یَوْمِ أُحُدٍ فَأَمَّا تَکْلِیمُ اللَّهِ لِمُوسَى ع فَإِنَّهُ کَانَ عَلَى الطُّورِ وَ رَسُولُنَا دَنا فَتَدَلَّى فَکانَ قابَ

 

 وَ أَنَا رَبُّکَ فَلِی فَاخْضَعْ وَ إِیَّایَ فَاعْبُدْ وَ عَلَیَّ فَتَوَکَّلْ وَ بِی فَثِقْ فَإِنِّی قَدْ رَضِیتُ بِکَ عَبْداً وَ حَبِیباً وَ رَسُولًا وَ نَبِیّاً وَ بِأَخِیکَ عَلِیٍّ خَلِیفَةً وَ بَاباً فَهُوَ حُجَّتِی عَلَى عِبَادِی وَ إِمَامٌ لِخَلْقِی بِهِ یُعْرَفُ أَوْلِیَائِی مِنْ أَعْدَائِی وَ بِهِ یُمَیَّزُ حِزْبُ الشَّیْطَانِ مِنْ حِزْبِی وَ بِهِ یُقَامُ دِینِی وَ تُحْفَظُ حُدُودِی وَ تُنْفَذُ أَحْکَامِی وَ بِکَ وَ بِهِ وَ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ أَرْحَمُ عِبَادِی وَ إِمَائِی وَ بِالْقَائِمِ مِنْکُمْ أَعْمُرُ أَرْضِی بِتَسْبِیحِی وَ تَقْدِیسِی وَ تحلیلی [تَهْلِیلِی‏] وَ تَکْبِیرِی وَ تَمْجِیدِی وَ بِهِ أُطَهِّرُ الْأَرْضَ مِنْ أَعْدَائِی وَ أُورِثُهَا أَوْلِیَائِی وَ بِهِ أَجْعَلُ کَلِمَةَ الَّذِینَ کَفَرُوا بِیَ السُّفْلَى وَ کَلِمَتِیَ الْعُلْیَا وَ بِهِ أُحْیِی عِبَادِی وَ بِلَادِی بِعِلْمِی وَ لَهُ أُظْهِرُ الْکُنُوزَ وَ الذَّخَائِرَ بِمَشِیَّتِی وَ إِیَّاهُ أُظْهِرُ عَلَى الْأَسْرَارِ وَ الضَّمَائِرِ بِإِرَادَتِی وَ أَمُدُّهُ بِمَلَائِکَتِی لِتُؤَیِّدَهُ عَلَى إِنْفَاذِ أَمْرِی وَ إِعْلَانِ دِینِی ذَلِکَ وَلِیِّی حَقّاً وَ مَهْدِیُّ عِبَادِی صِدْقاً

 

 قُلْنَا الْحَمْدُ لِلَّهِ لِتَعْلَمَ الْمَلَائِکَةُ مَا یَحِقُّ لِلَّهِ تَعَالَى ذِکْرُهُ عَلَیْنَا مِنَ الْحَمْدِ عَلَى نِعْمَتِهِ فَقَالَتِ الْمَلَائِکَةُ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَبِنَا اهْتَدَوْا إِلَى مَعْرِفَةِ تَوْحِیدِ اللَّهِ وَ تَسْبِیحِهِ وَ تَهْلِیلِهِ وَ تَحْمِیدِهِ وَ تَمْجِیدِهِ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ فَأَوْدَعَنَا صُلْبَهُ وَ أَمَرَ الْمَلَائِکَةَ بِالسُّجُودِ لَهُ تَعْظِیماً لَنَا وَ إِکْرَاماً وَ کَانَ سُجُودُهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عُبُودِیَّةً وَ لِآدَمَ إِکْرَاماً وَ طَاعَةً لِکَوْنِنَا فِی صُلْبِهِ فَکَیْفَ لَا نَکُونُ أَفْضَلَ مِنَ الْمَلَائِکَةِ وَ قَدْ سَجَدُوا لِآدَمَ کُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ وَ إِنَّهُ لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَى السَّمَاءِ أَذَّنَ جَبْرَئِیلُ مَثْنَى مَثْنَى وَ أَقَامَ مَثْنَى مَثْنَى ثُمَّ قَالَ لِی تَقَدَّمْ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ لَهُ یَا جَبْرَئِیلُ أَتَقَدَّمُ عَلَیْکَ فَقَالَ نَعَمْ لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى فَضَّلَ أَنْبِیَاءَهُ عَلَى مَلَائِکَتِهِ أَجْمَعِینَ وَ فَضَّلَکَ خَاصَّةً فَتَقَدَّمْتُ فَصَلَّیْتُ بِهِمْ وَ لَا فَخْرَ فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَى حُجُبِ النُّورِ قَالَ لِی جَبْرَئِیلُ تَقَدَّمْ یَا مُحَمَّدُ وَ تَخَلَّفَ عَنِّی فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ فِی مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ تُفَارِقُنِی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ انْتِهَاءَ حَدِّیَ الَّذِی وَضَعَنِی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِ إِلَى هَذَا الْمَکَانِ فَإِنْ تَجَاوَزْتُهُ احْتَرَقَتْ أَجْنِحَتِی بِتَعَدِّی حُدُودِ رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ فَزُخَّ بِی فِی النُّورِ زَخَّةً حَتَّى انْتَهَیْتُ إِلَى حَیْثُ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ عُلُوِّ مُلْکِهِ فَنُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ لَبَّیْکَ رَبِّی وَ سَعْدَیْکَ تَبَارَکْتَ وَ تَعَالَیْتَ فَنُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ أَنْتَ عَبْدِی وَ أَنَا رَبُّکَ فَإِیَّایَ فَاعْبُدْ وَ عَلَیَّ فَتَوَکَّلْ فَإِنَّکَ نُورِی فِی عِبَادِی وَ رَسُولِی إِلَى خَلْقِی وَ حُجَّتِی عَلَى بَرِیَّتِی لَکَ وَ لِمَنِ اتَّبَعَکَ خَلَقْتُ جَنَّتِی وَ لِمَنْ خَالَفَکَ خَلَقْتُ نَارِی وَ لِأَوْصِیَائِکَ أَوْجَبْتُ کَرَامَتِی وَ لِشِیعَتِهِمْ أَوْجَبْتُ ثَوَابِی فَقُلْتُ یَا رَبِّ وَ مَنْ أَوْصِیَائِی فَنُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ أَوْصِیَاؤُکَ الْمَکْتُوبُونَ عَلَى سَاقِ عَرْشِی فَنَظَرْتُ وَ أَنَا بَیْنَ یَدَیْ رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ إِلَى سَاقِ الْعَرْشِ فَرَأَیْتُ اثْنَیْ عَشَرَ نُوراً فِی کُلِّ نُورٍ سَطْرٌ أَخْضَرُ عَلَیْهِ اسْمُ وَصِیٍّ مِنْ أَوْصِیَائِی أَوَّلُهُمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ آخِرُهُمْ مَهْدِیُّ أُمَّتِی فَقُلْتُ یَا رَبِّ هَؤُلَاءِ أَوْصِیَائِی مِنْ بَعْدِی فَنُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ هَؤُلَاءِ أَوْلِیَائِی وَ أَوْصِیَائِی وَ أَصْفِیَائِی وَ حُجَجِی بَعْدَکَ عَلَى بَرِیَّتِی وَ هُمْ أَوْصِیَاؤُکَ وَ خُلَفَاؤُکَ وَ خَیْرُ خَلْقِی بَعْدَکَ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأُظْهِرَنَّ بِهِمْ دِینِی وَ لَأُعْلِیَنَّ